كل ما تود معرفته عن عيد السياحة في سيوة

كل ما تود معرفته عن عيد السياحة في سيوة

عيد السياحة في سيوة

في أكتوبر من كل عام يكون أهل سيوة على موعد مع عيد السياحة أو " إسياحت " باللغة الأمازيغية ، الذي يعتبر من أهم احتفالات محافظة مرسى مطروح ، وبما أننا على موعد قريب من عيد السياحة ؛ دعونا نتعرف على تاريخ هذا الاحتفال وموعده وكيفية المشاركة به.

 ما هو عيد السياحة في سيوة ؟

عيد السياحة هو الاحتفال الأهم والأبرز لدى أهل سيوة ، وهو عيد متوارث من الأجداد لأعوام طويلة ، يبدأ عيد السياحة في الليالي التي يكتمل فيها القمر في أكتوبر من كل عام ، تحديدًا من يوم 14 إلى 16 أكتوبر، حيث يستمر الاحتفال 3 أيام متواصلة ، ويحتفل أهل سيوة بهذا العيد كل عام منذ 200 عام ، كما يأتي عيد السياحة بالتزامن مع موسم حصاد البلح والزيتون ، وهو حدث هام أيضًا في سيوة ، ما يجعل الاحتفالات وأجواء البهجة والفرح مضاعفة.

عيد السياحة ليس مهمًا فقط بالنسبة لأهل سيوة ، بل حتى السياح سواء كانوا من العرب أو الأجانب ؛ يحرصون بشدة على حضور العيد والمشاركة بالاحتفال ، لما يقوم به أهل سيوة من أنشطة تضفي روح البهجة والدفء على المكان ، فمن أهم طقوس عيد السياحة ؛ قيام أهل سيوة في كل عيد بما يعرف باحتفالات التصالح ، وفيها يتصالح أهل سيوة مع بعضهم البعض ، ويقومون بإنهاء الخلافات وحل كافة المشاكل كبيرة كانت أم صغيرة ، ثم تبادل السلام والضحكات وتناول الطعام سويًا على موائد تمتد لأمتار، يتبادلون القصص التراثية فيما بينهم ، الأطفال والشباب والرجال جميعًا يجلسون جنبا إلى جنب ، دون تمييز أو تفرقة ،  فلا فرق بين كبير وصغير ، أو غني وفقير.

وتكون مهمة الشباب والأطفال في عيد السياحة محددة وهي ؛ تحضير الساحات للاحتفال ، والمساعدة في إعداد وتوزيع الطعام ، وأثناء تأدية هذه المهام يرددون التواشيح الدينية والأدعية والأذكار ، باللغتين العربية والأمازيغية ، دلالة على اتحادهم ورفض العنصرية.

 بداية عيدالسياحة في سيوة

بدأ الاحتفال بعيد السياحة قبل 200 عام ، وجاءت فكرة الاحتفال من قيام أهالي الطريقة المدنية الشاذلية ، باحتفال سنوي ضخم بهدف التصالح مع أهالي شمال جبل الدكرور، حيث تنطلق الأهالي من كلا الطرفين إلى أعلى الجبل ، وتبدأ في تجهيز مائدة طعام ضخمة تتسع هذا الحضور، ثم يصعد شيخ من كل قبيلة يرسل إشارة للأهالي المجتمعة لبدء تناول الطعام ، والهدف من هذه الطقوس هو ترسيخ قيمة التصالح مع الذات والآخرين في نفوس الأهالي ، فلا يحمل أحد الكراهية لآخر فالكل سواسية لا تفرقة لأي سبب.

ويجذب عيد السياحة المئات من المصريين ، بالإضافة إلى السياح العرب والأجانب، الذين تبهرهم هذه اللحظات الإنسانية المليئة بالسلام والتسامح ، وهي أشد ما يحتاجه العالم الآن.

 ماذا عن السياحة في سيوة؟

بالإضافة إلى طقوس عيد السياحة الممتعة ، تمتلك واحة سيوة عدد هائل من المعالم السياحية ، وتتميز بوفرة الأماكن الطبيعية الساحرة فيها ، والأماكن التاريخية والأثرية أيضًا ، بالإضافة إلى كثرة أماكن السياحة العلاجية في سيوة ، لذلك إذا كنت تنوي حضور عيد السياحة هذا العام ، ننصحك بأن تطيل مدة الرحلة يومين أو أكثر للاستمتاع بهذه المعالم الجذابة ، فيما يلي أهم المعالم السياحية التي ينبغي عليك زيارتها في واحة سيوة :

بحر الرمال الأعظم

ويعرف أيضًا باسم " بئر واحد " وهو بئر مياه كبريتية ساخنة، يقع وسط كثبان بحر الرمال الأعظم، والتي يصل ارتفاعها إلى 90 متر وأكثر، ولهذا يذهب الشباب إليها في رحلات السفاري، ولتجربة مغامرة قيادة السيارات ذات الدفع الرباعي وسط بحر الرمال هذا، بالرغم من كون المكان خالي من كل شيء إلا الرمال، إلا أنه مهيب وفريد من نوعه وستشعر ذلك بنفسك عند زيارة بحر الرمال الأعظم.

 قلعة شالي

هي مكان تاريخي أثري يضم مجموعة من البيوت العتيقة، جميع البيوت في هذه المنطقة من الأحجار الملحية، بزيارة هذه القلعة ستشعر كأنك وسط مجموعة من أطلال المساكن، بإمكانك التقاط بعض الصور التذكارية وسط المناظر الرائعة للبيوت القديمة، حيث الممرات الطويلة والبيوت المتلاصقة كأنها بيت واحد ضخم مكون من غرف كثيرة، لا تفوت زيارة قلعة شالي سيفوتك الكثير من المتعة.

 حمام كيلوباترا

بالتأكيد سمعت عن حمام كليوباترا من قبل ، فهو أهم معالم السياحة العلاجية في سيوة ، حمام كليوباترا هو حمام مبني من الأحجار بالكامل ، لكي تصل إليه ستمر بممرات طويلة مبنية من الصخور، الحمام مملوء من مياه الينابيع الساخنة الطبيعية ، حيث تدفق المياه داخل الحمام من جميع الاتجاهات ، وسمي باسم حمام كليوباترا لأن عين كليوباترا هي المصدر الرئيسي للمياه ، ولأن هناك بعض الأقاويل بأن كليوباترا ملكة مصر كانت تسبح فيه عند زيارتها لواحة سيوة ، ولهذا يجذب عدد هائل من السياح كل عام.

 جبل الموتى

جبل الموتى من أهم معالم السياحة في سيوة ، يقع جبل الموتى في شمال سيوة، وهو عبارة عن جبل مرتفع مخروطي الشكل ، يضم هذا الجبل عدد كبير من المقابر الصخرية الملونة التي تتجاوز الآلاف ، هذه المقابر تم تصميمها على الطراز اليوناني القديم ، حيث كانت المقابر عبارة عن شكل مخروطي  تتوزع على ثلاث مستويات ( سفلي - وسط – علوي ) ، وعند صعودك للجبل ستجد أن المقابر مصنوعة بترتيب معين مع ارتفاع الجبل.